Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
فلسفة تحليل نفسي

دروس تأملات مقالات

في العدالة

حول العدالة

نعتقد أن التفكير في العدالة يتقيد بثابت و بمتغير، في علاقة يكون فيها الثابت متغيرا و يكون فيها المتغير ثابتا.

فالثابت هو الإنسان، لأنه المعني بفكرة العدالة، بخلاف الموجودات الأخرى التي ديدنها عدالة تنسجم و نظامها الذي سخرت له.

و المتغير هو الزمن.

الإنسان شخص أخلاقي، يتمتع بالعدالة فطرة وخلقا. و كل فعل يقصده أو يقصد به يجب أن يتعالى باحترام الإنسان كغاية في ذاته.(إيمانويل كنط، أسس ميتافيزيقا الأخلاق). هذا أمر نافل و تابت في حكم العقل، و إن لم يتجسد في الواقع و الحال.

لكن الإنسان ينتمي إلى كون. أي إلى عالم تتقاسمه الوجود فيه كائنات غيره. و ليس لفكرة العدالة أن تأخذ تحقيقها إلا في هذا الإطار. أي في علاقة الإنسان بالله، خالق الكون و الإنسان، و بالعالم، عالمه هو كذات و عالم الغير و الطبيعة و الأشياء. و لعل عالمية الإسلام هي أن يحقق فهما يراعي هذه الحقيقة التي أصبحت اليوم أكثر طلبا و ضرورة. أي أن ينفتح على العالمين، في اختلافهم، و الطبيعة، في نواميسها،  فيكون المبدأ هو التراحم و ليس غيره. " و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، بشيرا و نذيرا". 

الزمن، بالنسبة للفرد، هو الحاضر و المستقبل، أما الماضي فزمن الذين عاشوا قبله. يستمد منهم الذاكرة و منطق الحركات و الأحداث، لا ليلغي حاضره و مستقبله، اي فاعليته، و لكن  ليعلن عنهما إبداعا و اكتمالا. إن مفهوم العدالة، بهذا المنطق، ليس ثابتا. أعني من حيث كيفيات تصوره في الممارسات السياسية و غيرها، على صعيد البلدان و الدول، لا وجود لعدالة للعولمة. العدالة كونية و الأكوان متغيرة. فليس يجوز فرض تصور للعدالة يؤول إلى استبداد. و الاستبداد هو النقيض للعدالة و ليس الاختلاف و التغير و التعدد.

هذه الفكرة ترفض منطق الاستنبات الذي يكرس التبعية أو التخلف أو النفي و العنف. و تتبنى منطق الفاعلية و الابداع و قبول الاختلاف. فلا يمكن، بحال، نسخ تجربة الأسلاف، في توقيع العدالة أو تقمص تجربة المتقدمين. كل تجربة هي موضوع نقد تقبل التجاوز.

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article