Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
فلسفة تحليل نفسي

دروس تأملات مقالات

عرش مانديلا الذي اهتز يصح الأمر عندي أن الرجل مانديلا كان يدافع عن مصالح بلده، و لكن لا يصح، عندي، أن...

عرش مانديلا الذي اهتز يصح الأمر عندي أن الرجل مانديلا كان يدافع عن مصالح بلده، و لكن لا يصح، عندي، أن الرجل كان عظيما أو قديسا فالقداسة تنأى عن رذالة التعساء و زيف المصالح و نزق القيم... لأنها، بكل بساطة، مقام الأنبياء و الحكماء. اهتز عرش الفيفا مثلما اهتز عرش المافيا. لم يكن الأمر مفاجئا للجميع حتى بالنسبة لأولئك الذين يدينون بمصالحهم لبلاتر وعصابته. فالتاريخ يبرز أن المصالح هي التي تسود و ليس الأفراد. بمعنى أن الأفراد يتغيرون والمصالح تثبت في تغيرها بين المواقع. لا يمكن، مثلا، أن نستغبى و نفهم بأن انكشاف فساد الفيفا لم يكن معلوما بأدلته الدامغة، و لكن تحول الرجال في صراع المصالح سيعبث بال"سيد" بلاتر و بعض رجاله إن لم نقل كلهم. و الدليل هو التحول المريض للكرة في العالم، حيث أصبحت موضوع تحريضات و استثمارات يحكمها منطق وحيد هو الليبرالية المتوحشة. لست ضد الليبرالية في مبادئها التي تناصر الحرية و المنافسة الشريفة و تحتكم لقيم الإنصاف الذي يعطى بموجبه الحق لمن يستحقه بناء على ما يبذله من جهد و ما يتمتع به من مواهب. و لكن التوحش الذي يجعل بعض اللوبيات تستثمر في القيم الإنسانية النبيلة لأجل مصالحها المادية الخسيسة، لا يقبل به العقلاء. لم يسلم من هذا الاستغلال رجل كان يعتبر بالنسبة للرياضيين و غيرهم قديسا لا يمكن أن يطأ أيهم أرض جنوب إفريقيا دون أن يتبركوا به. أعني نيلسون مانديلا. أذكر اللقطة البئيسة بالنسبة للمغاربة عندما تقدم الرجلان بلاتر و نيلسون مانديلا يبتسمان بمكر ليعلنا أن أرض البافانا .. ستنظم كأس العالم 2010 . و أذكر أيضا شكوى ذلك الصحفي المغربي في القاعة و هو يقول لبلاتر " لماذا تكره المغرب؟". و أتذكر سخريتنا من رجالنا لأنهم لم يكونوا ندا لمانديلا " العظيم". لا سيداتي سادتي، فلم يكن بلاتر كارها للمغرب لأن "رشوة" المليون دولار لم تكن كافية، و لم يكن رجالنا أدنى قيمة من " القديس" مانديلا. فقط لم يكن لهم نفس أنياب الذئاب ليغنموا غنيمة فاسدة هي "كأس العالم لكرة القدم". يصح الأمر عندي أن الرجل مانديلا كان يدافع عن مصالح بلده، و لكن لا يصح، عندي، أن الرجل كان عظيما أو قديسا فالقداسة تنأى عن رذالة التعساء و زيف المصالح و نزق القيم... لأنها، بكل بساطة، مقام الأنبياء و الحكماء.

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article